"Hchouma est l'épouse du diable!"
citation marocaine.
على طاولة من بين طاولات القسم 11 بثانوية "س.م.ي"، كتبت كلمة "حشومة"، لست أدري من كتبها أهي فتاة أم فتى؟ و لست أدري ما السياق الذي كتبت فيه؟ ....لكن دون شك إذا رجعنا إلى سياق الثقافة المغربية التي وإن تنوعت لابد أن تجمع على أن كلمة "حشومة" لا يمكن أن تقال أو تكتب إلا كتفاعل مع موضوع الطابوهات.
إن كلمة "حشومة'' كما يقول المغاربة هي زوجة الشيطان (حشومة مرت الشيطان) بل هي الشيطان نفسه الذي يحيل دون فهم الشخص لمواضيع مرتبطة بالطابوهات ...، فالإنسان بطبعه فضولي و محب للإكتشاف و لا تنفع معه لغة "المنع" فكما يقول مبدأ في علم النفس: " كل ممنوع مرغوب فيه" و لعل أهم دليل على صحة هذا المبدأ هو: حينما تقول لطفلك لا تفعل هذا فهو "حشومة" فيفعله..... كما أن هناك من الأسر و العائلات من يعوض كلمة "حشومة" بكلمة أخرى لا تقل تأشكلا عن الأولى وهي "عيب"....، (لا تفعل و لا تقل هذا فهو عيب)، لكن هل شرحوا لهذا الطفل ما معنى عيب و لماذا هو عيب؟....
يأتي الجواب للأسف ب"لا"....، لا النافية: لا لم يتلقى الطفل لا شرحا مفصلا أو بسيطا في المدرسة أو في الأسرة و إذا كان هناك شرح سيكون حتما على شكل لا الناهية: (لا تقل.....، لا تفعل....لا....؟؟؟؟ و هذا قد يدفع الطفل إلى البحث عن الجواب عند أشخاص آخرين قد يشكلوا كابوسا للطفل و لعائلته أو في مواقع تنشر الرذائل....أو على الأقل يجد طاولات و جدران الأقسام يفرغ فيها مكبوتاتهم فهي تستقبلهم بصدر رحب و بأذن صاغية....، إنها تلك الأنا التي تتجاوب معهم و تتفهم تغيراتهم النفسية و السلوكية و المرفلوجية.
على الأسر أن يفتحوا قنوات تواصلية مع أطفالهم، لا أن يكتفوا بذكر "حشومة" و فقط و إنما "حشومة و علاش وكيفاش خاصك تعامل؟؟؟" حتى تتكون فكرة عامة و شاملة للطفل حول الموضوع و بالتالي يكون قد وجد إجابات عن تساؤلاتته و شفي غليله و فضوله...، وفي الصدد لابد أن ننبه إلى ضرورة انتقاء كلمات و إجابات تناسب العمر الجنسي و العاطفي للطفل فالخطاب الذي سأستعمله مع طفل خمس سنوات ليس ذلك الخطاب الذي سأوجهه لطفل في الرابعة عشر من عمره.
مع تحيات (ذ) عبد الرحيم الخاوا.
موضوع مهم جدا
ردحذف